أويس القرني: الزاهد الذي زكّاه الرسول ولم يره

يعتبر أويس القرني أحد أعظم التابعين الذين لم يلتقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم نالوا تزكية من النبي، لدرجة أنه أوصى الصحابة بطلب الاستغفار منه. تعالوا نغوص في حياة هذا الزاهد العابد الذي لا يزال يُعتبر نموذجًا من الزهد والورع حتى يومنا هذا.

من هو أويس القرني؟

أويس بن عامر القرني، الذي ينحدر من قبيلة مراد، عاش في اليمن قبل أن ينتقل إلى الكوفة. ورغم أنه لم يلتقِ بالرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في أحاديثه وحث الصحابة على استغفار منه، بل وصفه بكونه من خير التابعين.

من سيرته

أويس القرني كان معروفًا ببره بأمه وتفانيه في العبادة. فقد عُرف عنه أنه كان دائم التفكير في مخلوقات الله، وكان أكثر عباداته في التفكر والتأمل في خلق الله تعالى. لم يكن يعيش لأجل الدنيا، بل كان دائم السعي في العبادة والعمل الصالح، معترفًا بحقيقة الحياة الزائلة.

التزكية من الرسول صلى الله عليه وسلم

في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره”. هذه التزكية من النبي تُظهر عظم مكانة أويس القرني، وتؤكد على ورعه وتقواه.

تعاليم أويس القرني

كان أويس القرني مثالًا للزهد والتواضع، حيث كان يسعى لتطبيق تعاليم الدين في حياته اليومية. فقد كان يرفض الزخارف الدنيوية ويتجه قلبه إلى العبادة والاعتكاف على ذكر الله. وعاش حياته في الكوفة وسط صعوبات كبيرة، لكنه ظل ملتزمًا بتوجيهات النبي في الدعوة إلى الله والتمسك بالحق.

نصيحة من أويس

من أقواله الشهيرة، قال أويس القرني: “يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم”. هذه الكلمات تعكس مدى تعلقه بالآخرة واستعداده للقاء الله في أي لحظة. وكانت حياته قائمة على هذا الإيمان العميق.

خلاصة

أويس القرني نموذج يُحتذى به في الزهد والتقوى والبر، وقد قدم دروسًا في الإيمان الحقيقي الذي لا يعتمد على المظاهر. لقد عاش حياته بعزيمة، وكان قدوة لغيره في التواضع والورع، ولذلك سيظل ذكره حيًا بين المسلمين.

Shopping Cart
Scroll to Top