كلنا يعلم المكانة العظيمة التي يحظى بها اليمن واليمنيون في قلوب الناس جميعا، فهم أصل العرب وأرق الناس قلوبا وألينهم أفئدة وبلدهم ذات الموقع الجغرافي جنوب غرب الجزيرة العربية، على مضيق باب المندب الذي يعتبر موقعا استراتيجيا هاما لجميع دول العالم، إضافة إلى ثروات البلاد الطبيعية ومناخها المتنوع.
ويبقى الإنسان اليمني أهم ثروة وعامل فاعل في التنمية بما يتميز به من صفات وتحمل وصبر وتأقلم مع ظروف الحياة المتقلبة وخلال الهجرات المتتالية لليمنيين على مر التاريخ شهدت لهم كل شعوب الأرض بالتعايش والتسامح والقدرة على الاندماج والفاعلية، إضافة إلى الانضباط واحترام قوانين البلاد التي يهاجروا إليها.
كما يعتبر رأس المال اليمني المهاجر ثروة هائلة، حيث أصبح اليمنيون في دول الخليج وشرق افريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا وأوروبا من كبار المستثمرين، وبعضهم أصبحوا من صناع القرار في تلك البلدان.
هذا الإرث والحضارة والتاريخ الذي يمتلكه اليمن لا شك أنه دافع كبير لأهل هذا البلد العظيم لإحداث تنمية شاملة وازدهار واستقرار وتطور لا حد له، لذا اخترنا أن نبادر في هذه الظروف العصيبة فمن رحم الألم يولد الأمل ومن وسط الظلام يبزغ الفجر.
وأطلقنا هذه المبادرة التشاركية والفكرة الطموحة المتمثلة بوقف أويس القرني تُرك لليمن السعيد.
أيها الكرام .. مستقبل بلادنا يبشر بخير عظيم، فأبناء اليمن في كل مكان بالعالم يحققون نجاحات كبيرة نراها كل يوم فمنهم العلماء والمخترعون والمتميزون في ميادين العلم والفن والرياضة والإبداع نسعى أن يكونوا الداعم الرئيسي لرؤية
وأهداف الوقف للوصول إلى اليمن الجديد، وإعادة صياغة الهوية الوطنية الجامعة، ونشر ثقافة التعايش والتكافل ونبذ الاختلاف والفرقة والعصبية بأنواعها، ونكون #كالجسد_الواحد
هيا بنا نقرأ الماضي بعمق ونحلل الواقع بدقة ونستشرف المستقبل بتفاؤل وأمل، ونكسر حاجز اليأس ونستثمر الفرص ونتجاوز المخاطر ونضع رؤية شاملة لتنمية الوطن وبناء قدرات أهله وتأهيل كوادره وتطوير مؤسساته الرسمية والأهلية، والاستفادة من التجارب الناجحة التي نشاهدها حول العالم.
دعوتي لكل أبناء اليمن ومحبيه بكل مكوناتهم وفئاتهم وانتماءاتهم أن نلتف حول هذه المبادرة ونبني معا وقف أويس القرني ليكون انطلاقة عملية تشاركية نوعية لبناء اليمن السعيد بعون الله.
صلاح باتيس
رئيس الوقف